منتدى ثانوية رأس الماء الإعدادية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ثانوية رأس الماء الإعدادية

فضاء لتلميذات و تلاميذ و أساتذة رأس الماء

عاجل : النتائج النهائية للسنة الدراسية 2013 ـ 2014

    مشاركات قصصية (09-10)

    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 170
    تاريخ التسجيل : 23/10/2009
    الموقع : www.raslma.forum.st

    مشاركات قصصية (09-10) Empty مشاركات قصصية (09-10)

    مُساهمة  المشرف العام الأربعاء يونيو 02, 2010 5:16 pm

    {] الطائر السنون و الأخوان [}



    في أحد الأيام كان هناك أخوان كل واحد في بيته، وأحدهما يعيش حياة سعيدة رغم سوء أحواله و فقره و الآخر يعيش حياة مليئة بالحقد والكراهية. وذات يوم مرضت ابنة الأخ الفقير ولم يجد مالا للذهاب بها للطبيب و شراء الدواء لها، فقرر المجيء إلى أخيه الغني، ليقرضه بعض المال و يساعده على شراء الدواء للمريضة لكنه رفض و طرده من بيته و قال له :
    إياك ومعاودة المجيء إلى بيتي .
    رجع الفقير إلى بيته حزينا يبكي فحاولت زوجته أن تخفف عنه و خلعت خاتم زاوجها و أعطته إياه ليبيعه
    و يشتري الدواء لابنتهما المريضة رفض ذلك و لكن أقرت أن يبيعه و لحسن حظهما سمع صوت صائغ فناداه الفقير و قال له :
    يا سيدي هل تشتري هذا الخاتم الذهبي الجميل ، فوافق الصائغ و اشترى الفقير الدواء لابنته المريضة .
    ومرت الأيام و جاء سنون فوقع عشه فوق سقف الأخ الفقير و كان في العش صغار السنون و أتت أفعى تريد أكلهم ورآها الأخ الفقير فأسرع راكضا لإنقاذهم لكنه لم يستطع إنقاذ كل صغار السنون إلاَّ واحد فقد سقط من السقف و كُسرت رجله و أسرع الرجل في طلب الدواء من زوجته و أسعف الطائر المسكين وظل طائر السنون في بيت الفقير كأنه فرد من تلك العائلة إلى أن شفي ورحل مع باقي طيور السنون إلى إمبراطورية و مرت الأيام و رجع السنون إلى بيت الفقير حاملا معه بذرة قرع ذهبية و أهداها لعائلة الفقير ولقد أصر الفقير و زوجته على أن يغرس تلك البذرة قرب بيته المتواضع ولما سقاها بدأت في النمو و التفتح في الحال
    و خرجت منها قرع كبيرة بحجم البرميل و نضجت و اندهشت عائلة الفقير مما رأوه
    ولما أراد أن يفتحها و يرى ما بداخلها فكر في تقسيمها مع كل القرويين ، ولما فتحها سطع منها نور باهر حول بيته الذي كان من الطين و القصب إلى قصر كبير من الذهب و الفضة به حدائق و أشجار و فاكهة و ألبسة حرير و نافورات مياه و سمع لأخ الغني ما حصل مع أخيه تحول من رجل فقير لا يملك قرشا واحدا إلى رجل غني يساعد الفقراء و المحتاجين و يتصدق بالمال و الحرير على الناس الفقراء
    و أراد الأخ الطماع أن يحمل على ما حصل عليه الأخ الفقير وبعد أيام حط سنون فوق بيته و وضع عشه و بدأ ينتظر متى تأتي الأفعى لتأكل صغاره السنون و يسقط أحد صغارها ويسرع لمساعدته لكنه مَّل الانتظار و نفذ صبره وذهب بحثا عن أفعى في إحدى الجحور و أتى بها إلى عش السنون و لكن الأفعى سقطت و لسعته
    و هربت و غضب من ذلك و صعد إلى العش و أمسك بصغير السنون و كسر رجله ويده كأنه لم يفعل شيئا و ندى على زوجته التي كانت تراقبه وهو يكسر رجل السنون المسكين و رحل إلى إمبراطوريته و حكى لحاكمه ما حمل له وأعطاه بذرة قرع ذهبية أيضا و أتى بها إلى الرجل الذي كسر رجله عمدا و أسرع إلى زوجته وغرست البذرة و نمت أيضا بعد سقيها بالماء كما حصل مع أخيه الذي كان فقيرا و أنبتت ثلاث حبات من القرع كبيرة مثل أخيه .
    ولما أراد أن يفتحها فكر أمر واحد و أنه سيصبح غنيا و حاكما على القرية و استأجر عاملين وقال لهم افتحوا هذه الحبة و فتحها و خرج منها الآلاف من الفئران فأكلوا كل ما كان يملكه من ذرة و قمح الذي ادّخره في المخزن و لما رأى ما حدث فقال : إنها ليست الحبة التي ستجعلني غنيا و حاكما على القرية ،
    وفتح الثانية فخرج منها ضوء باهر أخذ كل أثاثه و حريره و الذهب الذي كان في بيته كلما يفتح الأخرى يقول : إنها ليست الحبة التي ستجعلني غنيا و حاكما على القرية ، و فتح الثالثة و الأخيرة وخرج منها وحش كبير و قوي حطم كل بيته و جعله فقيرا مذلولا أمام جميع الناس ، ولما حصل معه كل هذا فكر في أخيه الغني الذي طرده من بيته يوم أتى طالبا المساعدة و تذكر الأخ الفقير المؤمن أنه أتى إليه لطلب المساعدة و طرده من بيته و تذكر أيضا أنه أخوه الأكبر و وصية أباه بمساعدة بعضهم البعض .
    وأعطاه مالا واشترى له بيتا وندم لأخ الكبير على تصرفاته الخبيثة . وعاش الرجل الذي كان فقيرا هو و أخاه و عائلته و السنون حياة سعيدة خالية من الحقد و الكراهية.


    {] النهاية [}


    [i]

    ››*‹‹ يوم وجدت أمي! ››*‹‹



    كانت طفولة بلا أمومة، فقد ماتت أمه بعدما وهبته الحياة وحمله والده إلى جدته العجوز الليلة... وهناك في البيت الريفي الصغير... نفس البيت الذي قضت فيه الأم طفولتها...نشأ الإبن وكبر وسط الحب الذي كانت تغدقه عليه جدته تحدثه عنها،وكان كلما أنصت إلى حديثها الحلو عن الإبنة والأم التي لن تعود،إزداد شوقا إلى معرفة المزيد عنها... كيف كانت تبدو؟ هل كانت جميلة؟ ماذا كانت تريد أن يكون؟ هل أتيحت لها فرصة رؤية إبنها قبل أن ترحل؟ وكان يجد عند جدته بعض الإجابات على أسئلة المحيرة... ولكنه كان يجد كل ما يريد أن يعرفه في الصورة الكبيرة التي تتوسط أحد جدران البيت... إنها صورة أمه بعد أن اختفت بنواجها بأيام قليلة... وكان يجلس على الأرض أمام صورة الأم التي لم يرها، ويرفع رأسه وتتعلق عيناه بهذا الوجه الجميل... وما أكثر اللحظات التي كان يشعر بأن أمه تحدثه وتنصت إلى كلماته، وترد عن أسئلته، فإذا فرغ من مناجاته لها وحديثه معها أسرع إلى غرفة ودفن رأسه في فراشه وإنفجر بالبكاء وتمر الأيام... ويصبح الطفل الصغير اليتيم رجلا... لقد بلغ عامه العشرين عندما قرر والده أن يرسله إلى المدينة ليلتحق بالجامعة، ويعيش وسيط صخبها وحده بعيداً عن البيت الذي احتضن طفولته، والجدة التي سهرت على تربيته ورعايته... لقد مضى عام كامل عليه وهو يعاني من الوحدة بعيداً عن الجدة، التي أعطته كل حبها وحنانها، وكان يشعر بالضياع في هذه المدينة الكبيرة التي لايعرف فيها أحداً ولا يعرفه أحد... كان يكره عطلة نهاية الأسبوع التي تضطر إلى ترك غرفته الصغيرة في بيت الطلبة داخل الحي الجامعي... كان يرى زملاءه يعدون الأيام و يتعجلون مجيء العطلة ليذهبوا إلى بيوتهم القريبة و البعيدة... أما هو فقد كان يجد في الأيام التي تمر وتقترب به من نهاية الأسبوع رحلة قصيرة ينتقل بعدها إلى حياة الوحدة التي كرهها... وكان يقنع في معظم العطلات بقضاء النهار وسط الحائق العامة، وتحت ظلال الأشجار، كان يجد بعض السلوى في صفحات الكتاب الذي إستعاره من مكتبة الجامعة... ولكنه لم يستطع أبدا أن يطرد من رأسه صورة الأم التي كان يبحث عنها وما أكثر المرات التي خيل إليه فيها أنه يراها في وجوه بعض النساء اللواتي كن يعبرن الطريق أمامه كا لو كن طيفا،
    لا يلبث أن يخبو و يختفي، وفي المطعم الصغير الذي كان يقصده عندما يحين موعد الغذاء... وبين صفحات الكتاب وهو ماض في قراءته كلما إستوقفه عبارة تذكرة بشيء من الحرمان الذي عاشه في طفولته، في كل مرة كان يخلو فيها إلى نفسه، كان يجدها معه، و يخيل إليه أنها تحدثه، وكان صوتها الذي لم يسمعه أبدا يملأ أذنيه وهي تخاطبه وتدعو له بنجاح... فإذا انتهت رحلة اليوم وأقبل الليل، عاد إلى حجرته الصغيرة في بيت الطلبة، وألهى بجسمه فوق فراشه، وأغمض عينيه، وأسلم نفسه للنوم معى أحلامه . ولا يوم أشرقت فيه السمش وعطلة الصيف الطويلة تقترب، كان لقاءه معى القدر... مع المرأة التي عشرين عاما وهو يبحث عنها... معى أمه التي خيل إليه أنه وجدها في هذه المرأة التي كانت تجلس وحيدة على المقعد الكبير في الحديقة العامة، التي تعود أن يذهب إليها، ويقرأ كتبه تحت ظلال أشجارها... من يعيد... أحس بشيء غريب بشدة شدا إليها... حتى قبل أن يقترب منها. ويتأمل ملامح وجهها الهادئ... فلما أصبح على بعد خطوات من المكان الذي تجلس فيه، شعر بقدميه تتسمران في الأرض، وبالعرق يتصبب من وجهه وبضربات قلبه تتسارع، وصوت يصرخ في داخله << ياإلهي إنها هي... إنها أمي>>!! وسخر من نفسه ولكنه عاد يدقق النظر، ويقارن بين صاحة الوجه التي تجلس أمامه على بعد خطوات منه، وبين الصورة التي لم تفارق جيب سترته لحظة واحدة...! وأحست به، ورمقته بنظرة تحمل بعض معاني الحنان و الدفء التي توزعها على الأطفال الذين يأتون كل إلى الحديقة التي تعودت أن تأتي إليها، وتنعم بدفء شمسها كلما انقشعت السحب. وقال على الفور وهو يقترب منها. << أسعدت صباحا سيدتي... هل تسمحين لي بالجلوس معك... إنك تشبهين أمي شبها شديدا... أنا لم أرها فقد رحلت أثناء ولادتي ولكنني أحمل صورتها دائما معي ثم مد يده إلى جيبه وأخرج الصورة، وقدمها إليها... إنها فتاة جميلة، ولكنها في مثل سن ابنتي. إنها صورتها منذ عشرين عاما وهي تعيش معي ولا تغيب عن مخيلتي لحظة واحدة... إنني أفتقدها، ولا أظن أن هناك شيئا في هذه الدنيا يمكنه أن ينسيني أمي... أنظري إلى صورتها... تأملي تقاطيع وجهها، ألا ترين الشبه الشديد الذي رأيته أنا بينكما، رغم فارق السن الكبير؟ قالت وهي تبتسم : <<معك حق... لقد كانت جميلة مثلها في شبابي>> وانقضي النهار وهو يحدثها عن نفسه وعن الحرمان الذي عاشه في طفولته بلا أم...(<<صحيح>> لقد كانت جدتي تحنو علي، ولكنها لم تستطع أن تعو ظني حنان أمي... ولا حتى أبي الذي كان يزورنا بين الحين والحين، لقد منحني كل ما يمكن أن يقدمه الأب لابنه... لقد كان أبي وأخي وصديقي في طفولتي وصباي، ولكنني لم أجد فيه أمي التي شاء القدر أن يحرمني منها أليس غريب أن أعيش مع صورة أمي وأحاجيها وأحدثها تماما كما لو كانت مازالت تعيش هي معي، دون أن تفارقي لحظة واحدة طوال هذه السنين، منذ اليوم الذي تفتحت فيه عيناي على هذه الدنيا>>) وأفترقا، وتكرر اللقاء بين الشاب الذي يبحث في أصل الصورة التي يحملها في قلبه وبين السيدة التي تجلس وحدثها وسط الحديقة العامة، التي لا بتعد كثيرا عن البيت الذي تعيش فيه أحلى أيام عمرها... قال لها يوما: <<وكيف تجدين السعادة وحدتك؟>> قالت والإبتسامة الرقيقة لا تفارق شفتيها.<<إنني أجدها في الذكريات الحلوة التي امتلأ بيها بيتي الصغير. لقد اعتدت يا بني أن أقوم بهذه الرحلة القصيرة كلما أحسست بالدفء وشروق الشمس وانقشاع السحب... ثم إنني أجدها هنا في ظلال الأشجار والزهور الجميلة، إنني أجد متعة بعد متعة، وأنا أتأمل أوراق الشجر الخضراء وهي تكسو من جديد كل شيء جف تحت وطأ الصقيع... الدنيا كما ترى مليئة بالجمال... جمال الطيور الصغيرة التي تعتني للربيع... الأطفال الصغار والكبار الذين يلعبون ويلهون من حولي.إنني أرى فيهم بناتي الثلاث اللواتي كبرن وتزوجن وتركن البيت لتبدأ كل منهن حياة جديدة مع الرجل الذي إختارته ليشاركها هذه الحياة... لقد أمضيت عمري كله أرعاهن وأفنيت نفسي في تربيتهن، ولكن صورتهن بقيت تعيش معي، ولا تغيب عني لحظة طوال ساعات الليل والنهار، وسكتت قليلا... وقال الشاب،
    <<أكملي حديثك يا سيدتي!>> أنت تذكرني بأطفالي... ولكنك لم تعد طفلا... لقد كبرت وأصبحت رجلا... وغدا سوف تتخرج من الجامعة، وسوف تتزوج وتصبح أبا، وستبدأ حياة جديدة مع زوجتك التي يمكن أن تكون أمالك ولأبنائك. أنا أعني أنهم سوف ينسو لك أمكن فالأم لا تنسى ولكنني أريد أن أقول إنك سوف تعيش حياتك معى حاضرك... وقد تعود إلى الماضي... إلى أمك الحبيبة ولكنك لن تعيش فيه كما تفعل الآن بنفسك، فالماضي يا إبني، وانتهى ولن يعود! ولقيها بعد ذلك مرارا... وكان يسألها عن بناتها كثيرا إلى أن جاء اليوم الذي رآها فيه تدفع أمامها عربة صغيرة يجلس فيها طفل جميل، ولم تشعر إلا عندما اقترب منها، فإذا اجه يرى فيها إمرأة أخرى غير التي عرفها، لقد كان وجهها الذي طالما رأى فيه صورة أمه، ينطق بكل السعادة التي تملأ الدنيا... قالت بعد أن مدت يدها إليه تصافحه. <<أقدم لك حفيدتي الصغيرة، إنها ضيفتي الآن... لقد تركتها أمها في رعايتي، وسافرت مع زوجها لقضاء إجازة قصيرة... إنها تملأ حياتي... لن تعرض الشعور الذي أحس به الآن إلا عندما تصبح أبا... وتركها مع حفيدتها، فقد أحس بدورة ولأول مرة إنها لم تعد تعيش في وحدتها مع الطيور ومع الأطفال الغرباء الذين كانت توزع كليهم حبها وحنانها معى قطع الحلوى الصغيرة التي كانت تحملها لهم. وعاد إلى كليته، وإلى دراسته، وانقضى العام الأخير وتخرجن لقد أصبح مهندسا... ولكنه لم ينقطع عن زيارة الحديقة التي إلتقى فيها بالسيدة التي استطاعت أن تخرجه من المياه التي كان يعيشها مع الماضي، ويتعلق به، ويرفض أن ينساه، أو يبتعد عنه، عن خاطره، ومرت بضع سنوات... وكان الشتاء قد مضى، وأقبل الربيع، وفي يوم أشرقت فيه الشمس وصاحت طيور المبكرة مغردة، كان هناك شاب وسيم يجلس بجوار عروسه على المقعد الخشبي تحت ظلال الأشجار الوارفة في الحديقة العامة، التي اعتاد أن يتردد عليها مدى السنوات الطويلة التي انقطعت أثناء دراسته في الجامعة... وفجأة ظهر من بعيد سيدة، ما كاد يلمحها حتى عرفها على الفور... لقد غابت عنه لفترة، تزيد على العامين، وهاهي تعود إلى نفس المكان الذي إلتقى فيه بها، وكانت تدفع أمامها وبتها الصغير... فقط لم يكن هناك طفل واحد يجلس فيها، بل كان هناك طفلان، لابد أن الثاني حفيدها الجديد. وتوقفت السيدة... وقام هو من مقعده، وقامت عروسه بدورها وقفا إثنان تحية للمرأة الكريمة... وقال الشاب وهو يقدم السيدة لزوجته بعد أن مدت إليها يدها تصافحا بحرارة... قال : <<أقدم لك أمي... أقدم المرأة التي علمتني معنى الحب والحياة>>. وذهبت الأم و الزوجة في عناق طويل .



    ‹‹*›› النهاية ‹‹*››

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:55 am