منتدى ثانوية رأس الماء الإعدادية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ثانوية رأس الماء الإعدادية

فضاء لتلميذات و تلاميذ و أساتذة رأس الماء

عاجل : النتائج النهائية للسنة الدراسية 2013 ـ 2014

    معركة تبوك

    Dr.M.R.K.l
    Dr.M.R.K.l


    عدد المساهمات : 236
    تاريخ التسجيل : 17/12/2009
    العمر : 28
    الموقع : www.islam-med.forum.st

    معركة تبوك Empty معركة تبوك

    مُساهمة  Dr.M.R.K.l الأربعاء أبريل 21, 2010 7:43 pm

    في السنة التاسعة من الهجرة بعد أن اتبعت العرب رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم لم يبقى إلا دولة الروم أقرب الدول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الروم لم يُعجبها ما حصل في"" مُؤْتَة"" لأن كرامتها قد جُرحت فأعدّت جيشا عظيما لغزو المدينة جمعت الروم عشرات الالاف وتجمع نصارى العرب معهم لِيغزوا مدينة رسول الله فسمع النبي بهذا صلى الله عليه وآله وسلم فاستنفر الناس ولم يكن من عادته أن يُخبِرَهُم أين يتوجه في المعارك إلا في هذه المعركة التي سُمِّيت معركة ""تَبُوك"" في السنة التاسعة من الهجرة بدأ النفير العام فتجمع الناس من خارج المدينة

    كلهم يريد القتال مع رسول الله جاء الالاف كلهم يريد الجهاد مع رسول الله يريدون الجنة عن طريق الجهاد في سبيل الله تجمع الناس ولم يدري النبي ماذا يصنع لهم فالمؤونة والسلاح لا يكفي لهذه الالوف التي جاءت لتقاتل مع رسول الله وكان بالإضفاة إلى هذا قلة المؤونة كان الجو حارا والحر شديد حتى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رَدَّ بعض الناس لأنه لايملك شيئا يحملهم عليه فأخذوا يبكون لأنهم ما خرجوا للجهاد مع رسول الله في غزوة تبوك { وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أن لاَ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ}فاستنهض رسول الله الهِمَمْ من يُنفق من يتبرع ليجهز الجيش وكان لعثمان بني عفان قافلة مائتي بعير محملة يريد أن يُسَيِّرَهَا إلى الشام فأرجعها وتبرع بها كلها في سبيل الله ثم جاء بمائة بعير أخرى وتبرع بها محملة ثم جاء بألف دينار

    ونثرها بين رسول الله فقال النبي له ما ضَرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم جاء عبد الرحمن إبن عوف بأموال كثيرة وجاء طلحة بأموال وجاء أبو بكر بماله كُلِّه في سبيل الله قال يا أبا بكر ما تركت لأهلك قال تركت لهم الله ورسوله وجاء عمر بنصف مُلْكِهِ كُلّهِ وتسابق الصحابة حتى من لم يجد إلا القليل ثمر جاء به دريهمات جاء بها هنا بدأ المنافقون يتكلمون فيقولون للاغنياء أنتم مُرَاؤُونَ وقالوا للفقراء الذين تصدقوا باليسير ماذا يُغْنِي هذا المال في هذه المعركة الله غنيٌ عنها {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }وبدأ المنافقون يتعذرون قال بعضهم { لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً}وجاؤوا يتعذرون

    بأعذار واهية { وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ}حتى أن قائلهم يقول لا أريد الخروج يقول له النبي وَلِمَا قال أخاف اُفْتَنْ بأي شيء تفتن قال اُفتن ببنات بني الاصفر يعني بنات الروم يقولون {اِئْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي }رد الرب عليه فقال { أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكَافِرِينَ} النبي يرتب الجيش بلغ الجيش ثلاثين ألفا لاول مرة المنافقون ينسحبون أهل الاعذار معذرون لم يتخلف من أهل الايمان إلا ثلاثة أما بقية المنافقين إنهم جلسوا فرحين لأنهم لن يخرجوا للقتال وللجهاد{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَتَّبَعُوكَ}لِمَا لم َيتَّبِعُوكَ{ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَةَ}هكذا كان الجيش يتجهز للسير لمواجهة أعظم دولة في ذلك الزمان إنها دولة الرومان

    إنطلق جيش المسلمين إلى""تبوك""ثلاثون ألفا خلَّف النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً على أهله فحزن الامام علي فقد كان بطلا يحب الجهاد في سبيل الله فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستأذنه أن يسير معهم فَذَكَّرَهُ النبي بقصة هارون مع موسى قال أما ترضى أن تكون مني بمنزلتي هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فإن موسى لما ذهب يكلم ربه خلَّف هارون على قومه وانطلق الجيش إلى تبوك العدد كبير حتى أن الثمانية عشرة نفرا يتناوبون على البعير الواحد أصابهم الجوع أهلكهم العطش حتى أوراق الاشجار أكلوها رضي الله عنهم لكن ايمانهم قوي

    جُهْدِهِم وَجِهَادِهِمْ حتى سُمِّي ذلك الجيش جيش""العُسْرَة""لِمَا أصابهم من العُسرة فيه وصل الجيش في طريقه إلى""ديار صالح"" ديار أوقع الله عز وجل عليهم عذابا وسخطا ونزل فيهم لعنة من اللعائن دخلها الصحابة فوجدوا فيها ماء فأخذوا يشربون فنَهَاهُمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال حتى العجين الذي عجنتموه من هذا الماء فأطعموه للأبل وللدّواب ولا تأكلوا منه شيئا لِمَا لأنها دِيَارٌ ملعونة حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين حتى لا تصيبكم اللعنة حتى لا تنزل عليكم اللعنة التي نزلت في الأمم الذين من قبلكم مرّ الصحابة على هذه الديار وعلى هذه الجبال المنحوتة فتذكروا عذاب الله الذي نزل على قوم صالح ثم إنطلق الجيش مرة أخرى أخبر النبي الصحابة قبل أن يصلوا إلا تبوك أن فيها ماء فيها عين فلا تَمَسُّوهَا لكن إثنان من

    الثلاثين ألفا سبقوا الجيش الاسلامي ووصلوا إلى البئر وشربوا منها فقال النبي فيهم ما قال وَلاَمَهُمْ على فِعْلِهِم ثم لما وصل الصحابة إلى هذه البئر وإلى هذه الماء وكانت الماء ضعيفة جدا كيف تغني جيشا من ثلاثين ألفا فيهم ما فيهم من الدواب ومن الابل ومن الحيوانات والبهائم كيف تغني هذه الماء القليلة هذا الجيش العظيم لكن النبي وضع يديه في هذه الماء ودعا الله عز وجل فبارك الرب عز وجل في هذا الماء وسقا الجيش كله إنْسَهُ وبهائمه حتى اكتفوا فعسكر النبي في تبوك وقام يخطب في الناس خطبة بليغة تأثر الناس بها ورفع بها الهِمَمْ وإذا بالرومان الذين جهزوا جيشا عَرَمْرَماً لما سمعوا بجيش الاسلام والمسلمين دب الرعب في قلوبهم فتفرقت جيوشهم وانسحب من كان يقف مع الرومان وفروا في الوديان وبين الشعاب فهُزِم الروم وكفى الله المؤمنين القتال فعسكر النبي أياما هناك يعلم

    المسلمين ويذكرهم أحكام دينهم وجاءت القرى والقبائل المحيطة بِرُؤسَائِهَا يعلنون رضوخهم لدولة الاسلام حتى ما لم يدخل في الاسلام رضخ لرسول الله وأدى الجِزْيَةَ لرسول الله فعرفت الرومان أن دولة الاسلام قادمة لا مَحَالَة

    رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصاحبه من تبوك منتصرين وكفى الله المؤمنين القتال في طريق عودته إلى المدينة إستغل المنافقون الفرصة وَهَمُّوا أن ينالوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إتفقت مجموعة من المنافقين أن يأتوا إلى الرسول فَيُأذُوه فعلم بالخبر من كان يمشي مع النبي وهو""حذافة""حذيفة رضي الله عنه فإذا به يسمع بالخبر فضربهم بِمِحْجَنِهِ ضرب الخيول فقذف الله في قلوبهم الرعب وفروا هاربين فأتى إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم وأخبره بالذي حصل فناداهم النبي وسألهم فحلفوا بالله أنَّهُمْ ما قالوا هذا الكلام وما هموا بهذا الامر ففضحهم الرب عز وجل{يَحْلِفُونَ بِالله مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ }وكذلك في طريق عودته إلى المدينة

    جاءه المنافقون فقالوا يا رسول الله بنينا مسجدا بنوا مسجدا لِيَشُقُّوا صَفَّ المؤمنين ويفرقوا بينهم المؤمنين الذين بنوا أول مسجد وهو قباء بنوا في مقابله مسجد آخر سُمِيَ مسجد"" ضِرَارْ"" قالوا يا رسول الله تعال صلي فيه ففضحهم الرب عز وجل{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أبَداً}بل أمر النبي أصحابه أن يذهبوا إلى هذا المسجد ويهدموه لأنه ما اُسِّسَ على التقوى رجع النبي إلى المدينة فاستقبله الناس مُهَلِّلِينَ مُكبِّرين فرحين النساء والصبيان يقولون طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ثم لما دخل النبي المدينة والكل يستقبل أهله وأصحابه ذهب إلى المسجد كعادته فصلى ركعتين وينتظر أهل الاعذار ما عذرك في التخلف من الغزو جاء المنافقون وكانوا أكثر من ثمانين رجلا كلهم تخلفوا بلا عذرا دخلوا المسجد يكذبون على الرسول كل واحد منهم يختلق عذرا ويطلب من النبي الاستغفار وفعلا كان النبي

    يستغفر لهم يأخذهم على ظاهرهم { يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ }بل لما عفا النبي عنهم عاتبه الرب عز وجل فقال له {عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَا أذِنْتَ لَهُمْ حَتَى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ}أي حتى يتميز الصف فتعرف المنافق من غيره هذه غزوة ""تبوك""وما جرى فيها ونصر الله عباده وَهَابَتْهُمُ كل الأمم بعد هذه الغزوة

    كان من الذين تخلفوا عن هذه الغزوة ثلاثة لم يكونوا من أهل النفاق كعب إبن مالك هلال إبن أمية مرارة إبن الربيع يقول كعب عن قصته في بداية الغزوة يقول لَمَّا دعا النبي الناس للتجهز لهذه الغزوة يقول لم أكون قط أيسر مني في هذه الغزوة كنت ميسورا وقد إبْتَعْتُ ناقتين راحلتين يقول وكنت قد شهدت كل المشاهد إلا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما اخذ الناس يتجهزون يقول كنت أقول في نفسي أقضي حاجتي وجِهازي غدا فإنني أقدر على هذا وكلما جاء الغد أذهب لأتجهز فأرجع ولم أقضي شيئا ويقول إنني أقدر على هذا أستطيع أن أقضي جِهازي متى ما أردت يقول حتى تم جهاز الناس قبل الغزوة يقول فلما ذهب رسول الله مع

    أصحابه في الجهاد يقول نظرت إليهم فقلت اُدركهم بعد يوم أو يومين أستطيع يقول فلما جاء يوم ويومين الشيطان يُسَوِّفُ له يقول حتى صَعُب علي إدراكهم يقول مما زاد في همي وحزني أنني نظرت في المدينة فلم أرى إلا منافقا مغموس النفاق أو صاحب عذر يقول إلا أنا وقد طابت الثمار والضلال في المدينة يقول فجلست في همي وغمي وذكرني رسول الله في تبوك ذكرني فقال لأصحابه ما فعل كعب إبن مالك فقام رجل من القوم قال يا رسول الله حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ في عُطْفَيْهِ فقام معاد إبن جبل وقال كذبت بئس ما قلت والله ما علمنا فيه إلا خيرا وسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النبي يسأل عن كعب إبن مالك وكعب في المدينة جالس ليس له عُذر أبدا بل كان ميسور الحال لكنه لم يذهب مع رسول الله يقول فلما علمت أن النبي قد رجع من تبوك إلى المدينة تذكرت الكذب والعذر وأخبرني أهلي ببعض أعذاري تجهزت بأعذار وقد أوتِيتُ جدلا يعني

    أستطيع أن أتعذر بأي عذر فلما دخل الناس إلى مسجد رسول الله يتعذرون له المنافقون أكثر من ثمانين رجلا يقول فلما دخلت إلى المسجد فنظر إلي النبي وَتَبسَّمَ تَبَسُّمَ المُغظب متبسم لكنه غظبان فناداني فقال لي تعالى ياكعب يقول فجلست بين يديه فقال لي يا كعب ما الذي خلَّفَكَ ألم تكن قد إبتعت ظهرك يعني كعب غير الناس يأتون ويتعذرون والرسول يستغفر لهم لكن كعب لا كان النبي يريده معه قال ما الذي خلفك يا كعب ألم تكن قد إبتعت ظهرك يقول يا رسول الله واللهِ لَوْ كَانَ غَيْرُكَ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا لاَ عَلِمْتُ أنَّنِي أسْتَطِيعُ أنْ أكْذِبَ عَلَيْهِ فَأخْرُجَ برِضَاه لَكِنْ يُوشِكُ أن يُسْخِطَكَ اللهُ عَلَيَّ وقد أوتِيتُ جدلا لكن علمت أنه لن ينجيني إلا الصدق والله ما كنت أيسر ولا أكثر مني قدرة على الذهاب مني في هذه الغزوة ولكن لا عذر لي يا رسول الله فإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول أما هذا يقول لأصحابه

    فقد صدق الله قم يا كعب حتى يقضي الله فيك فإذا بكعب يخرج فيأته قومه يقولون ماذا صنعت يا كعب لو أنك قلت له أي عذر يستغفر لك رسول الله يقول فلا زالوا بي حتى هممت أن أرجع فأكذب عليه فسألت القوم هل فعل مثل فعلي أحد من الناس فذكروا لي رجلين صالحين هلال إبن أمية ومرارة إبن الربيع يقول فسكت وقلت أصبر حتى يقضي الله في أمر النبي أن لا يكلم أحد من الناس هؤلاء الثلاثة إعتزال تام هجر تام ثلاثة يقول أما صاحبي هلال ومرارة فكان كبيرين في السن فجلس في بيوتهما أما أنا فكنت أشَبَّ القوم وأجلدهم كنت أخالط الناس في الاسواق وأصلي معهم في المسجد ولا يرد أحد منهم السلام علي ولا يكلمني أحد تخيلوا الناس قد حزنوا على الثلاثة لأنهم يعلمون أنهم من أهل الايمان والصدق ومع هذا مُنِع الجميع حتى من الكلام معهم ومن

    السلام عليهم يقول كنت أصلي في المسجد فأتعمد الصلاة عند رسول الله فأسلم فلا أسمعه يرد علي السلام فأنظر إلى شفتيه أرى هل يرد علي السلام أم لا من حبه لرسول الله يقول فكنت إذا صليت أعلم أن النبي ينظر إلي فإذا قضيت صلاتي نظرت إليه إلتفت وأعرض عني تخيل أحب الناس إليه لا يرد عليه السلام ولا يكلمه كل الناس يقولون خرحت من همي وغمي ذهبت إلى جدار تصورت حائط لأبي قتادة إبن عم لي ومن أحب الناس إلي يقول دخلت عليه فسلمت عليه فلم يرد السلام مسكته وقلت له أنشدك الله أنشدك الله يا أبا قتادة ألا تعلم أني أحب الله ورسوله ألا تعلم أني أحب الله ورسوله يقول فلا يرد علي ناشدته بالله ثلاثا حتى قال وتكلم أنظروا كيف رد قال الله ورسوله أعلم الله ورسوله أعلم يقول ففاضت عيناي و أخذت أبكي خرجت من عنده إلى السوق لا يرد علي أحد يقول فجاءت رسالة من"" نبطين"" من الشام يسأل عني يقول أين كعب إبن مالك فقرأت الرسالة أشار الناس علي فإذا من زعيم في

    الشام من رئيس قوم يقول قد بلغنا أن صاحبك قد جَفَاكَ وصل الامر للشام ثم قال َولَمْ يَجْعَلُكَ اللهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِيكْ يقول فلما قرأت الرسالة رميتها في التنور وقلت هذا من البلاء يقول فقضيت أربعين ليلة لا يكلمني أحد هَمٌّ وَغَمٌّ يقول فطرق الباب علي رجل فتحت الباب فإذا هو رسول رسول الله قلت ما الخبر ظن أنه الفرج قال إن رسول الله يأمرك أن تعتزل إمرأتك قلت أفيأمرني أن أطلقها قال لا يقول فأرسلت إمرأتي إلى بيت أهلها يقول وقضينا على هذه الحال خمسون ليلة حتى الزوجة يقول إذا أرادني أن أطلقها أطلقها طاعة لرسول الله قال لا أي فتنة أي بلاء ظل فيه كعب وصاحبيه خمسون ليلة لا يكلمه أحد من الناس ولا يكلم أحدا من الناس

    خمسون ليلة ما أصعبها على الثلاثة الذين خُلِّفوا لا أحد يُكلمهم لا أحد يُخالطهم لا أحد يُجالسهم لا أحد ينظر إليهم أو حتى يرد السلام عليهم{حَتَى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِم أنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أنَّ لاَ مَلْجَاءَ مِنَ اللهِ إلاَّ إلَيْهِ} يقول كعب إبن مالك حتى إذا مرت خمسون ليلة صليت الصبح وقت الفجر يقول ثم رقيت سطح لي وجلست ماذا كان يفعل لابد أنه كان يلجأ إلى الله عز وجل وكان يتوب إلى الله جل وعلا وكان يستغفر الله حتى زوجته أمر بإعتزالها خمسون ليلة ما أصعبها كان على سطح منزله وقت صلاة الصبح صلى الناس الصبح يقول فجأة سمعت صوتا يخرج من المسجد خرج الناس من المسجد يقولون يا كعب إبن مالك يا كعب إبن مالك ما أحلاها من كلمات خمسون ليلة ما سمع أحدا يناديه باسمه أما

    اليوم يا كعب إبن مالك يا كعب إبن مالك فعلمت أنها البشارة فخررت لله ساجدا من شدة الفرح يقول لله خررت ساجدا ثم قمت فنظرت من بعيد فإذا أحد منهم راكب مسرع إلي يريد أن يبشرني أما الاخر يقول فارتفع على مكان فأخذ يصرخ من بعيد أبشر يا كعب إبن مالك بتوبة الله عليك أبشر بتوبة الله عليك يقول فلما جاء الذي بشرني نزعت ثوبي وأعطيته إياه من البشارة يقول ولم يكن عندي ثوب لأذهب إلى رسول الله يقول فاستعرت ثوبين ثم أسرعت إلى مسجد رسول الله يقول والصحابة يستقبلوني أصحابي يستقبلوني كل واحد يقول اهنئك لتوبة الله عليك ياكعب وكذلك صاحبيا ذهب الناس إليهما يبشرونهما بتوبة الله يقول فلما دخلت المسجد وجدت النبي جالس والصحابة حوله يقول فقام إلي طلحة إبن عبيد الله يصافحني ويهنئني ما أنساها لطلحة يقول فلما جلست عند النبي نظرت إليه مبتسما وجهه كأنه فَلْقَةُ قمر ينظر إلي فقال أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك هذا أفضل يوم لك في حياتك

    ياكعب فقلت له يا رسول الله أهو من عندك أم عند الله قال بل من عند الله{وَعَلَى الثَّلاَثَةٍ الذِينَ خُلِّفُوا}الله يذكرهم وينص عليهم نصا كعب وهلال ومرارة{وَعلَى الثَّلاَثَةِ الذِينَ خُلّفُوا حَتَى إذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ أنْفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أنَّ لاَ مَلْجَاءَ مِنَ اللهِ إلاَّ إلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إنَّ اللهَ هُوَ التَوَّابُ الرَّحِيم} يقول والنبي فرح مسرور مستبشر وهو يبشرني بهذه البشارة فقلت له يا رسول الله إن من توبة الله علي أن أخلع من مالي كله كل ما أملك صدقة لوجه الله قال أمسك عليك بعض مالك بشدة الفرح يقولها كعب يقول فأمسكت سهمي بخيبر وتصدقت بباقي مالي كلّه في سبيل الله عز وجل يقول علمت أن الله نجاني بصدقي فعاهدت ربي أن أصدق ما حَيِيتُ أبدا وأنزل الله بعدها{يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ إتَّقُوا اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} الصحابة يهنؤون الثلاثة يباركون للثلاثة يجلسون مع الثلاثة فرحت المدينة كلها بتوبة الله على أولئك الثلاثة خمسون ليلة صدقوا في الاختبار صدقوا مع الله وصدق الله معهم كانوا

    صادقين فنجّاهم الرب عز وجل وهكذا إنتهت قصة هؤلائك الثلاثة بتوبة سُطِّرَتْ في القرءان وكان سببها الصدق مع الله ومع رسوله في هذه السنة حصلت حوادث أخرى بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم موت النجاشي عظيم الحبشة الرجل العادل"" أصْحَمَة"" بلغ النبي موته فحزن خزنا أليما شديدا ثم صلى عليه صلاة الغائب وشرعت صلاة الغائب وأيضا في تلك السنة مات رأس النفاق عبد الله إبن اُبَيْ إبن سلول فاستغفر النبي له فأنزل الله إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال النبي سأستغفر لهم أكثر من سبعين مرة عبد الله إبن أبي الذي أذى رسول الله سنوات طِوال أمر النبي بتغسيله وتكفينه ليصلي عليه قال عمر أتصلي على رأس النفاق أتصلي على هذا الرجل الذي فعل وفعل قال نعم رحمة رسول الله بالخلق وبالناس أرحم الخلق بالخلق فلما صلى عليه أنزل الله {وَلاَ تُصَلِّي عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُمْ مَاتَ أبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ

    وَرَسُولِهِ }أيد القران كلام عمر وفي تلك السنة أيضا رجمت الغامدية من الغامدية أول ما زنت جاءت إلى رسول الله قالت يا رسول الله زنيت فطهرني فما رضي النبي تركها قال حتى تلدي ولدت جاءت بالولد يريد النبي أن تتراجع بكلامها رحمة بها قالت يا رسول الله هذا الولد من الزنا فطهرني قال لا إذهبي حتى تفطميه فجاءت بعد سنتين فطمته وبيدها الطفل وكسرة خبر يأكل منها قالت فطمته يا رسول الله مصرة فلما رأى النبي إسرارها أخذ الولد منها وأعطاه أحد الصحابة ثم رجمت الغامدية في تلك السنة وبشر النبي الصحابة بقبول توبة الله لها هكذا حدث هذه الوقائع كلها في سنة واحدة والنبي أرحم الخلق بالخلق يفرح بتوبة الله على عباده وإن عصوا وإن أذنبوا

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 28, 2024 12:30 am