الأشعة السينية تم اكتشافاها عام 1896 بواسطة العالم الألماني وليام رونتجن في جامعة فورتسبورغ. جاء اكتشاف الاشعة السينية بالصدفة البحتة وذلك اثناء قيام العالم رونتجن باجراء بعض التجارب في مختبره حيث لاحظ أنه عند تعرض الفيلم الحساس لهذه الاشعة قامت بطبع صورة ليده أظهرت العظام باللون الأبيض وباقى الانسجة باللون الأسود. ومنذ ذلك الحين عرفت هذه الاشعة بأشعة إكس (اي مجهولة المصدر) أو أشعة رونتجن نسبة لمكتشفها.
بعد تطور علم الفيزياء واكتشاف الطيف العريض للأشعة الكهرومغنطيسية تم تصنيف الاشعة السينية على أساس انها نوع من الأشعة الكهرومغنطيسية تماما مثل الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وموجات الراديو ولكن لها طول موجي صغير جدا يتراوح بين 10 و 0.01 نانو متر (النانو متر جزء من مئة مليون وحدة من المتر) وبذلك فإن طاقة هذه الاشعة عالية جدا ومن الممكن ان تتسبب حيث تعرض أنسجة الجسم لها لفترة طويلة بالتلف. لذلك ينصح بلبس سترات واقية من الرصاص أو وضع عوازل رصاصية حين يقوم الأطباء والفنيين بالتصوير باستخدام الأشعة السينية. إن أكثر أماكن الجسم عرضة للتلف هي اللأجهزة التناسلية والجنين في الرحم حيث من الممكن أن يؤدي إلى تشوهات جنينية.
يعود للأشعة السينية أيضا الفضل في تطور علم ميكانيكا الكم في الفيزياء الحديثة. حيث ساهمت في اكتشاف فوتونات الضوء وذلك من خلال فهم ظاهرة معروفة تعرف بتأثير كومبتون نسبة للعالم الفيزيائي الأمريكي أرثر كومبتون، حيث توصل أن التداخل بين أشعة إكس (أو الأشعة السينية) وبين الإلكترونات لا يمكن فهمها إلا اذا كانت الأشعة السينية مكونة من جسيمات أو فوتونات.
تستخدم أشعة إكس في العديد من المجالات، اشهرها في مجال الطب حيث يتم تصوير العظام والجهاز التنفسي والأجهزة الأخرى وإظهار الكسور والأورام والأجسام الصلبة. أيضا تستخدم الأشعة السينية في كشف الاسلحة والمواد الصلبة في بوابات المطارات والأماكن المهمة.
ولعل من أكثر مجالات العلم غرابة في استخدام الأشعة السينية هو قدرتها في الكشف عن المجرات والنجوم غير المرئية في اسحاق الكون البعيدة. ذلك أن علماء الفلك قد اكتشفوا أن بعض الأجرام السماوية تصدر سيلا من الأشعة السينية والتي يتم الكشف عنها باستخدام تلسكوبات معينة.
المصدر : العرب نت