من خلال الثلاثين عاماً الماضية ارتفع متوسط درجة الحرارة في وسط أوروبا بحوالي 1.5 درجة مئوية ، أما على مستوى العالم فكان الارتفاع نحو 0.6درجة مئوية. وجد الباحثون أنه في نفس تلك الفترة. أضافت 44سلالة حية من العثة والبراغيث والفراشات جيلاً جديداً إلى أعدادها الموجودة بالفعل خلال تلك السنوات ، ومعنى ذلك أنه إذا كانت الفراشة من إحدى تلك السلالات تتكاثر مرة واحدة سنوياً ، فإنها تتكاثر الآن مرتين سنوياً.
لا يبدو لنا ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية زيادة كبيرة ، غير أنها تساوي الفرق بين درجة حرارة شخص سليم وشخص آخر مصاب بحمى بسيطة. هذا التغيير الطفيف في درجة الحرارة يسرّع في تطور الحشرات بحيث يصبح بمقدورها البدء في التكاثر مبكراً في عمرها. غير أن هذه الحشرات الزائدة ، قد ُتربك أمور الحياة في البيئة الطبيعية. إذ أن الجيل الزائد من الحشرات يوفر مزيداً من الغذاء للحيوانات التي تتغذى بالتهامها ، ومن ثم تبدأ أعداد تلك الحيوانات المفترسة في زيادة أعدادها ، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة للسلالات الأخرى التي تتغذى الحيوانات المفترسة عليها ، ومن جهة أخرى فمع وجود جيل زائد يصبح بإمكان السلالات المهددة بالانقراض الحصول على فرصة أخرى للبقاء.